مهلاً يا أوراق الود
مهلا يا أوراق الود ... لا تجعلي الرياح تأخذكِ عنا بعيدا
ولا تجعلي من مياه البحر تغرقكِ عميقا
ولا تجعلي من طيور المساء تسرق لحظاتكِ الدافئة
وتطير بكِ صوب المغيب
فمازال في ظاهر الحياة شيء من حنان
ومازالت تحمل بين ثناناياها أمناَ وآمان
فلماذا تستعجلين المنايا برحيل زهور الود من الحديقة الصغيره؟
مهلا قفي يا أوراق الود واستمعي
فهنا طفل صغير
بحاجة لنفحاتِ من أريج ورودكِ
لكي تزهر على ثغره الصغير ابتساماتُ الفرح
وهنا شاب وسيم
يريد أن يلمس خد صفاؤكِ
فيسعى حثيثا كي يصافح طموحا على أرضك
وهنا عصفورا كناري
قد جعل منها القدر زوجين
يتمنيا عليكِ أن لا ترحلي الساعه
فلا زالا في بداية مشوار حياتهما الزوجيه
وهما بحاجة لشيء من رفقكِ وجمالكِ
وهنا بيتٌ عتيق
به .. تسكن روح شيخ كبير
قد أنهكت قواه الأيام
وأوهنت من عظمه صفعاتُ القدر
وأبعدت عنه أحباؤه وأبناؤه ظروف الحياة الصعبه
هو بحاجة للمسة زهريه من لطائف تببتُ بوجودكِ
في قلوب المحبين للخير على بساطها المليء بالأشواك
فلأي شيء ترحلين الآن ...مهلا
ترفقي بهم
ساعديهم
هم بحاجة إليكِ
الناس تطلب منكِ أن تعودي وتطرقين أبوابهم
فلا تتركيهم الآن وهم في زمن عولمة قاسية
شق عليهم أن يجابهوا رياح العثرات من جراء إكتساحها
لكل شبر نمت فيه الحياة
فمهلاَ ولا تستعجلي يا أوراق الود